3. كتــــاب اللباس

【1】

- باب استحباب الثوب الأبيض وجواز الأحمر والأخضر والأصفر والأسود وجوازه من قطن وكتان وشعر وصوف وغيرها إلا الحرير

وعن ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ إلبسوا من ثيابكم البياض؛ فإنها من خير ثيابكم، وكفنوا فيها موتاكم‏"‏.‏((رواه أبو داود والترمذي)) وعن سمرة رضى الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏‏ "‏إلبسوا البياض؛ فإنها أطهر وأطيب، وكفنوا فيها موتاكم‏"‏.‏ ((رواه النسائي والحاكم)) وعن البراء رضى الله عنه قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مربوعاً، ولقد رأيته في حلةٍ حمراء ما رأيت شيئاً قط أحسن منه.((متفق عليه)) ‏‏ وعن أبى جحيفة وهب بن عبد الله رضى الله عنه قال‏:‏ رأيت النبي صلى الله عليه وسلم بمكة وهو بالأبطح في قبة له حمراء من آدم، فخرج بلال بوضوئه، فمن ناضح ونائل، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وعليه حلة حمراء، كأني أنظر إلى بياض ساقيه، فتوضأ وأذن بلال، فجعلت أتتبع فاه ههنا وههنا، يقول يمينا وشمالاً‏:‏ حي على الصلاة، حي على الفلاح، ثم ركزت له عنزة، فتقدم فصلى يمر بين يديه الكلب والحمار لا يمنع‏.((متفق عليه)) وعن أبى رمثة رفاعة التيمى رضى الله عنه قال‏:‏ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه ثوبان أخضران‏.‏((رواه أبو داود والترمذي)) وعن جابر رضى الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل يوم فتح مكة وعليه عمامة سوداء‏.‏‏‏((رواه مسلم))‏ وعن أبى سعيد عمرو بن حريث رضى الله عنه قال‏:‏ كأني انظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه عمامة سوداء، قد أرخى طرفيها بين كتفيه‏.‏‏‏((رواه مسلم))‏ ‏ وفى رواية له ‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس، وعليه عمامة سوداء‏. وعن عائشة رضى الله عنها قالت‏:‏ كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب بيض سحولية من كرسف، ليس فيها قميص ولا عمامة‏.((متفق عليه)) ‏ ‏ وعنها قالت‏:‏ خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة، وعليه مرط مرحل من شعر أسود‏.‏‏‏((رواه مسلم))‏ وعن المغيرة بن شعبة رضى الله عنه قال‏:‏ كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة في مسير، فقال لي‏:‏ ‏"‏أمعك ماء‏"‏ ‏؟‏ قلت‏:‏ نعم، فنزل عن راحلته فمشى حتى توارى في سواد الليل ثم جاء فأفرغت علي من الإداواة، فغسل وجهه وعليه جبة من صوف،فلم يستطع أن يخرج ذراعيه منها حتى أخرجهما من أسفل الجبة، فغسل ذراعيه ومسح برأسه، ثم أهويت لأنزع خفيه فقال‏:‏‏"‏دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين‏"‏ ومسح عليهما‏.‏((متفق عليه)) وفى رواية‏:‏وعليه جبة شامية ضيقة الكمين‏.‏ وفى رواية‏:‏ أن هذه القضية كانت في غزوة تبوك‏.‏

【2】

- باب استحباب القميص

عن أم سلمة رضى الله عنها قالت‏:‏ كان أحب الثياب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم القميص‏.‏((رواه أبو داود والترمذي))

【3】

- باب صفة طول القميص والكم والإزار وطرف العمامة وتحريم إسبال شئ من ذلك على سبيل الخيلاء وكراهته من غير خيلاء

عن أسماء بنت يزيد الأنصارية رضى الله عنها قالت‏:‏ كان كم قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرسغ.‏((رواه أبو داود والترمذي)) وعن ابن عمر رضى الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة‏"‏ فقال أبو بكر‏:‏ يا رسول الله إن إزاري يسترخي إلى أن أتعاهده، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إنك لست ممن يفعله خيلاء‏"‏‏.‏‏‏((‏رواه البخارى‏)‏‏)‏‏ وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏ "‏لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطراً‏"‏.‏((متفق عليه)) وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏ "‏ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار‏"‏.‏‏‏((‏رواه البخارى‏)‏‏)‏‏ وعن أبى ذر رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم ، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم‏"‏ قال‏:‏ فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرار‏.‏ قال أبو ذر ‏:‏ خابوا وخسروا ‍ من هم يا رسول الله ‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏المسبل، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب‏"‏‏‏‏.‏ وفى رواية له‏:‏ ‏"‏المسبل إزاره‏"‏‏‏.((رواه مسلم))‏ وعن ابن عمر رضى الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏ "‏الإسبال من الإزار، والقميص، والعمامة؛ من جر شيئاً خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة‏"‏‏‏‏.‏((رواه أبو داود والنسائي)) وعن أبى جرى جابر بن سليم رضى الله عنه قال‏:‏ رأيت رجلا يصدر الناس عن رأيه ؛ لا يقول شيئاً إلا صدروا عنه؛ قلت‏:‏ من هذا قالوا‏:‏ رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏قلت‏:‏ عليك السلام يا رسول الله - مرتين- قال‏:‏ ‏"‏لا تقل عليك السلام، عليك السلام تحية الموتى -قلت ‏:‏ السلام عليك‏"‏ قال‏:‏ قلت‏:‏ أنت رسول الله ‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏أنا رسول الله إذا أصابك ضر فدعوته كشفه عنك،وإذا أصابك عام سنة فدعوته أنبتها لك، وإذا كنت بأرض قفر أو فلاة، فضلت راحلتك، فدعوته ردها عليك‏"‏ قال‏:‏ قلت‏:‏ اعهد إلى‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏لا تسبن أحداً‏"‏ قال‏:‏ فما سببت بعده حراً، ولا عبداً، ولا بعيراً، ولا شاة ‏"‏ولا تحقرن من المعروف شيئاً، وأن تكلم أخاك وأنت منبسط إليه وجهك؛ إن ذلك من المعروف‏.‏ وارفع إزارك إلى نصف الساق، فإن أبيت فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة وإن الله لا يحب المخيلة، وإن امرؤا شتمك وعيرك، بما يعلم فيك فلا تعيره بما تعلم فيه، فإنما وبال ذلك عليه‏"‏.‏((رواه أبو داود والترمذي)) وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال‏:‏ بينما رجل يصلى مسبل إزاره، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏اذهب فتوضأ‏"‏ فذهب فتوضأ، ثم جاء فقال ‏:‏‏"‏ اذهب فتوضأ‏"‏ فقال رجل يا رسول الله ما لك أمرته أن يتوضأ ثم سكت عنه‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏إنه كان يصلى وهو مسبل إزاره، وإن الله لا يقبل صلاة رجل مسبل‏"‏‏.‏((رواه أبو داود)) وعن قيس بن بشر التغلبى قال‏:‏ أخبرني أبى - وكان جليساً لأبى الدرداء-قال‏:‏ كان بدمشق رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له سهل بن الحنظلية، وكان رجلاً متوحداً قلما يجالس الناس، إنما هو في صلاة ، فإذا فرغ فإنما هو تسبيح وتكبير حتى يأتى أهله، فمر بنا ونحن عند أبى الدرداء فقال أبو الدرداء‏:‏ كلمةً تنفعنا ولا تضرك‏.‏ قال‏:‏ بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فقدمت ، فجاء رجل منهم فجلس في المجلس الذي يجلس فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال لرجل إلى جنبه‏:‏ لو رأيتنا حين التقينا نحن والعدو،فحمل فلان وطعن، فقال‏:‏ خذها منى،وأنا الغلام الغفارى، كيف ترى في قوله‏؟‏ قال‏:‏ ما أراه إلا قد بطل أجره‏.‏ فسمع بذلك آخر فقال‏:‏ ما أرى بذلك بأساً ، فتنازعا حتى سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏سبحان الله‏؟‏لا بأس أن يؤجر ويحمد‏"‏ فرأيت أبا الدرداء سر بذلك، وجعل يرفع رأسه إليه ويقول‏:‏ أنت سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم ‍‍‍‍‍‍‏؟‏ فيقول‏:‏ نعم‏.‏ فما زال يعيد عليه حتى إني لأقول ليبركن على ركبتيه‏.‏ قال‏:‏ فمر بنا يوماً آخر، فقال له الدرداء‏:‏ كلمة تنفعنا ولا تضرك، قال‏:‏ قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏المنفق على الخير كالباسط يده بالصدقة ولا يقبضها‏"‏‏.‏ثم مر بنا يوماً آخر، فقال له أبو الدرداء‏:‏ كلمة تنفعنا ولا تضرك، قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏:‏‏"‏نعم الرجل خريم الأسدى ‍‏!‏ لولا طول جمته وإسبال إزاره ‏!‏‏:‏ فبلغ خريما، فجعل، فأخذ شفرة فقطع بها جمته إلى أذنيه ، ورفع إزاره إلى أنصاف ساقية‏.‏ ثم مر بنا يوماً آخر فقال له أبو الدرداء‏:‏ كلمةً تنفعنا ولا تضرك، قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏إنكم قادمون على إخوانكم، فأصلحوا رحالكم، وأصلحوا لباسكم حتى تكونوا كأنكم شامة في الناس، فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش‏"‏‏.‏((رواه أبو داود)) وعن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏ "‏إزارة المسلم إلى نصف الساق، ولا حرج -أو لا جناح- فيما بينه وبين الكعبين، فما كان أسفل من الكعبين فهو في النار، ومن جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه‏"‏‏.((رواه أبو داود)) وعن ابن عمر رضى الله عنهما قال‏:‏ مررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفى إزاري استرخاء، فقال‏:‏ ‏"‏يا عبد الله، ارفع إزارك‏"‏ فرفعت ثم قال‏:‏ ‏"‏زد‏"‏، فزدت، فما زلت أتحراها بعد‏.‏ فقال بعض القوم‏:‏ إلى أين ‏؟‏ فقال‏:‏ إلى أنصاف الساقين‏"‏‏.‏‏((رواه مسلم))‏ وعنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة‏"‏ فقالت أم سلمة‏:‏ فكيف تصنع النساء بذيولهن، قال‏:‏ ‏"‏يرخين شبراً‏"‏ قالت‏:‏ ِإذاً تنكشف أقدامهن‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فيرخينه ذراعاً لا يزدن‏"‏‏.((رواه أبو داود والترمذي))

【4】

- باب استحباب ترك الترفع في اللباس تواضعاً

وعن معاذ بن أنس رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏ "‏ من ترك اللباس تواضعاً لله، وهو يقدر عليه، دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي حلل الإيمان شاء يلبسها‏"‏.((رواه الترمذي)) ‏

【5】

- باب استحباب التوسط في اللباس ولا يقتصر على ما يزري به لغير حاجة ولا مقصود شرعي

عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضى الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏ "‏إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده‏"‏.‏((رواه الترمذي))

【6】

- باب تحريم لباس الحرير على الرجال وتحريم جلوسهم عليه واستنادهم إليه وجواز لبسه للنساء

عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏ "‏ لا تلبسوا الحرير؛ فإن من لبسه في الدنيا لم يلبسه في الآخرة‏"‏ ‏.‏((متفق عليه)) وعنه قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏إنما يلبس الحرير من لا خلاق له‏"‏.((متفق عليه)) ‏ وفى رواية للبخاري‏:‏ ‏"‏من لا خلاق له في الآخرة‏"‏‏ وعن أنس رضى الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏ "‏من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة‏"‏.((متفق عليه)) ‏ وعن على رضى الله عنه قال‏:‏ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ حريراً، فجعله في يمينه، وذهباً فجعله في شماله، ثم قال‏:‏ ‏ "‏إن هذين حرام على ذكور أمتي‏"‏‏.‏((رواه أبو داود)) وعن أبى موسى الأشعرى رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏ "‏حرم لباس الحرير والذهب على ذكور أمتي ،وأحل لإناثهم‏"‏.‏((رواه الترمذي)) وعن حذيفة رضى الله عنه قال‏:‏ نهانا النبي صلى الله عليه وسلم أن نشرب في آنية الذهب والفضة، وأن نأكل فيها، وعن لبس الحرير والديباج،وأن نجلس عليه‏.‏‏‏((‏رواه البخارى‏)‏‏)‏‏

【7】

- باب جواز لبس الحرير لمن به حكة

عن أنس رضى الله عنه قال‏:‏ رخص رسول الله ، صلى الله عليه وسلم، للزبير وعبد الرحمن بن عوف رضى الله عنهما في لبس الحرير لحكة بهما‏.‏((متفق عليه))

【8】

- باب النهى عن افتراش جلود النمور والركوب عليها

عن معاوية رضى الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏ "‏لا تركبوا الخز ولا النمار‏"‏‏.‏ ((رواه أبو داود)) وعن أبى المليح عن أبيه ، رضى الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن جلود السباع‏.((رواه أبو داود والترمذي والنسائي)) و في رواية للترمذي: نهى عن جلود السباع أن تفترش. ‏

【9】

- باب ما يقول إذا لبس ثوباً جديداً أو نعلاً أو نحوه

عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استجد ثوباً سماه باسمه -عمامة، أو قميصاً، أو رداء -يقول‏:‏ ‏ "‏ اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه، أسألك خيره وخير ما صنع له، وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه أبو داود، والترمذى وقال‏:‏حديث حسن‏)‏‏)‏‏.‏